>>مبيد “الدي دي تي” قال عنه رئيس الوزراء الاسبق إنه “إكسير الحياة” وتحول إلي “إكسير الموت” خلال 20 عاما
عندما يتحول الاختراع من نعمة إلي نقمة..يحتاج ذلك إلي البحث عن الاسباب، ففي الوقت الذي قال رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ونستون تشرشل عن مبيد “الدي دي تي” في البرلماني البريطاني:” إنه إكسير الحياة” و”المركب المعجزة”، في أربعينيات القرن الماضي في أشارة منه لانقاذه الالاف من جنود قائده في الحرب العالمية بموقعة العلمين “مونتجمري”، وهو ما دفعه إلي الاسراع بالانتصار علي ثعلب الصحراء “روميل”، قائد قوات المحور بزعامة المانيا النازية في ذلك الوقت، فيما علل تشرشل النصر بقدرة المبيد علي القضاء علي الحشرات الناقل لمرض الملاريا المنتشرة في مصر في ذلك علي حماية أرواح عشرات الالاف من جنوده، وحسم معركة الانتصار علي غريمه “هتلر”.
ومرت السنوات، وإنتشر إستخدام المبيد في مختلف مناطق العالم، بسبب مقولة “تشرشل”، حتي مطلع الستينيات، حين لاحظت الكاتبة العلمية الامريكية والمتخصصة في الاحياء البحرية “راشيل كارسون”، عندما كانت تكتب خواطرها أمام أحدي البحيرات الداخلية بالولايات المتحدة الامريكية، ولاحظت إختفاء الكثير من الاحياء البحرية والمائية، وعللته بسوء إستخدام “الدي دي تي”، وقامت بإطلاق كتاب حمل عنوان “الربيع الصامت”، ضمن 5 كتب آخري ضمت “البحر من حولنا”، و”إحساس البحر”، وتحت “رياح البحر”، و”حافة البحر”،واصفة خطورة إستخدام المبيد علي الصحة العامة والبيئة بالربيع الصامت الذي يهدد البيئة البحرية والمائية، مؤكدة ان المبيد هو “أكسير الموت”، لأنه قضي علي جميع مظاهر الحياة البرية.
وقال الدكتور محمد عبدالمجيد رئيس لجنة المبيدات لـ«اجري توداي مبيدات» ان المفاهيم تتغير بتغير الزمن، طبقا للتقدم العلمي، مشيرا إلي ان العلم كان يركز في بداياته البحثية علي ان العدو الاول للانتاج هو الافة أو الطوفان الذي يقضي علي المحاصيل، وهو ما أدي إلي ان يكون مركب الدي دي تي هو أكسير الحياة لمفعوله الشديد في مكافحة الافات والحشرات الضارة بالمحاصيل، بصرف النظر عن الاثار السلبية الاخري، مشيرا إلي ان بحث العلماء في ملاحظات “كارسون” كشف عن خطورة هذه المادة في التسبب بالخلل الهرموني عند النسور والتماسيح، وتضاعف متبقيات المبيد في السلسلة الغذائية بما يعادل 100 مرة، خلال تراكمه في عملية الانتاج حتي الوصول الي المنتجات الاستهلاكية.
وأضاف عبدالمجيد:” بمرور الوقت ثار الجدل حول إستخدام هذا المركب، بسبب التوسع غير المسئول في إستخدامه، وهو ما دفع العلماء للتركيز علي فلسفة جديدة في مكافحة الافات وهي الادارة المتكاملة للافات بهدف حفظ التوزان البيئي وعدم إستخدام المبيدات الكيميائية، إلا عند الضرورة القصوي، وفي حالة فشل البدائل الاخري في تحقيق مكافحة فعالة وناجحة.