خبير دولي في مكافحة سوسة النخيل – مركز البحوث الزراعية – مصر
المناخ وآفات النخيل
زاد إهتمام العالم فى الفترة الأخيرة بالتغيرات المناخية وتعاونت الدول مع بعضهما البعض لمجابهة هذه التغيرات وعقدت الكثير من المؤتمرات الخاصة بالتغيرات المناخية والعديد من الندوات والمحاضرات عنها وأصبحت الشغل الشاغل لجميع دول العالم ، وهو ما سيتم مناقشته علي هامش قمة شرم الشيخ للتغيرات المناخية.
تأثير فعلى على القطاع الزراعى وتوقعت بعض الجهات العلمية ان تصل الخسائر الى مليارات الدولات وهذه التغيرات الكبيرة فى درجات الحرارة سواء بالارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد كان لها تأثير على النخيل وآفاته حيث يعتبر فى الوقت الحالى من المحاصيل الاقتصادية المهمة فى مصر بعد التوسع فى زراعته بمساحات كبيرة وخصوصا بعد المشروع الرئاسى بتوشكي وبعض المزارع الخاصة.
تشخيص الإصابة بآفات النخيل
ويصاب النخيل بالعديد من الآفات التى تسبب إضرار اقتصادية تتراوح بين بسيطة ومتوسطة وشديدة .ومعظم الآفات التى تصيب الثمار مثل الحميرة ودودة الطلع وحلم الغبار ودوه البلح العمرى ودودة بلح الواحات وباقى الآفات تصيب جذع النخلة مثل سوسه النخيل الحمراء او الجريد مثل حفار الجريد أو الحفار الصغير كما يسميه البعض والحشرات القشرية التى تصيب الثمار والجريد .
وكان يتم مكافحه هذه الآفات فى الماضي فى مواعيد محددة كانت معظم المزارع تقوم بالمكافحة بدون فحص او تتأكد من وجود الآفات من عدمه حيث هذه الآفات كان لها فترات نشاط معروفه ومحددة بشكل كبيرة وظل هذا النظام عشرات السنين يتم تطبيقه وكان بعض المزارعين يرتبط تنفيذه بحجم الثمار دون فحص.
وكان لها دليل ارشادى خاص بتاريخ مكافحه كل افه ولم يتغير هذا الدليل في معظم دول لعشرات سنوات ولم يلاحظ اى تغيرات فى نشاط الحشرات بالتالي كان يعطي نتائج جيدة.
الوضع الحالي لآفات النخيل
ولكن هذا العام ان الوضع مختلف تماما حيث خرجت جزء من العراجين مبكرا والجزء الأكبر متأخرا وخرج الجيل الأول من الآفات ولم يجد العائل وان وجد كان قليل بالتالى انخفضت نسبه الإصابة بدودة البلح الكبرى والحميرة التى كانت من أكثر الآفات ضررا للثمار.
وكان هذا الجيل أكثر جيل يحدث ضررا مقارنه بالجيل الثاني والثالث وكان الإصابة فى بعض الأحيان عندما تكون بسيطة لها فوائد بعمل خف للثمار طبيعي. ولذلك معظم التوصيات تتم المكافحة عندما تصل نسبة الإصابة الى نسبه معينه تعرف بالحد الاقتصادي الحرج.
تأثير تغيرات المناخ علي آفات النخيل
اما مع التغيرات المناخية الوضع مختلف لابد ان تأخذ الآمور بدرجه من الجدية وعدم التهاون فهذا العام حدث عدم عقد لثمار فى العديد من المزارع بنسب متفاوتة فلو حدثت أصابه مهما كانت درجتها من المتوقع تكون الخسائر فادحة خصوصا مع صنف مثل المجدول بعد الخف او الأصناف الاخرى بها مشاكل فى العقد.
من المتوقع هذا العام ان سلوك الحشرات وأجيلها ودرجه الضرر الذى يسببه كل جيل سوف يختلف من الممكن ان يكون الجيل الثاني والثالث لمعظم أفات الثمار مثل دودة العراجين والحميرة اكثر ضررا من الجيل الأول الذى كنا نعتبره هو الجيل الرئيسي الذى يسبب 70% من الضرر وكنا لا نهتم بالجيلين الثاني والثالث.
أما بالنسبة للحلم من المتوقع يكون اشد ضررا من الأعوام السابقة بسبب طول فترة حدوث الإصابة الذي بدء مبكرا هذ العام وكذلك بالنسبة لدودة البلح العمرى ودودة بلح الواحات.
إرتفاع درجات الحرارة وسوسة النخيل
اما لسوسة النخيل الحمراء الأفة الرئيسية على النخيل من المتوقع ان فترات نشاط الحشرة الكاملة خارج النخيل تكون قصيرة نتيجة ارتفاع الشديد فى درجات الحرارة وبالتالي تعداد الإصابات يكون اقل ولكن فى نفس الوقت متوقع فى المزارع المهملة أو المزارع التى لا يجرى بها فحص دوري ان يكون معدل الإصابات الشديدة مرتفع اعلى من نسب الأعوام السابقة مقارنة بالإصابات المتوسطة والبسيطة لمكوث الحشرة فترات أطول داخل النخيل وعمل أجيال عديدة داخل النخلة.
ومع وجود اى تحسن ملحوظ فى درجات الحرارة تميل الى درجه حرارة فصل الربيع فان معدل الإصابات سوف يزيد بدرجه كبيرة لوجود أعداد كبيرة من الحشرات داخل النخيل.
لذلك فى ظل التغيرات المناخية الحالية لابد من المتابعة المستمرة والفحص العشوائي لأشجار النخيل او عمل محطات فحص تمثل المزرعة من جميع الجهات والمنتصف يفحص النخيل عشوائيا وتدخل بالمكافحة عند وجود إصابات على ان لا تطول فترة الفحص عن أسبوع بسبب ان الارتفاع الشديد فى الحرارة يؤدي قصر الفترة الى تستغرقها الأطوار المختلفة من الحشرات بالتالي قصر فترة الجيل .
ومن الممكن وجود جيل رابع للحشرات التى لها ثلاث أجيال ولا احد يعرف سلوكه وأضراره وكذلك الفحص المستمر لسوسة النخيل الحمراء والمتابعة هى الأمل فى خفض الأضرار والتدخل بالحل الأمثل.
وفى نفس الوقت علينا ان نعتبر ان هذه العام تجربه ودراسة الإيجابيات والسلبيات والمشاكل التى حدثت وعمل برتوكول لمجابهة التغيرات المناخية فى الأعوام القادمة وعدم الاعتماد على المكافحة التقليدية لاختلاف مواعيد خروج الآفات وكذلك مواعيد خروج العراجين وتطور مراحل نمو الثمار التى لها علاقه بالإصابة الحشرية وعدم الاعتماد على مواعيد مكافحه سابقه حيث ان تم تنفذها فهي يكون خسائر اقتصاديه لعدم جدوها والاهتمام بالفحص وتقدير نسب الإصابة وتدخل بطرق مكافحه مختلفة فى وقت المناسب على حسب نوع الافه وأخذ الاحتياطات اللازمة للعام القادم.