رئيس بحوث بقسم بحوث متبقيات المبيدات وتلوث البيئه- المعمل المركزي للمبيدات- مركز البحوث الزراعيه – مصر
يعتبر إستخدام المبيدات في مكافحة الآفات الزراعية أمر لا بد منه بالرغم من سعي العديد من العالم إلى إيجاد وسيلة مكافحة آمنة وفعالة لتلك الآفات بإستخدام طرق مكافحة بديلة غير المبيدات كالمكافحة الحيوية بإستخدام الطفيليات والمفترسات الطبيعية.
وبالرغم من الآثارالسلبية التي قد تخلفها المبيدات بعد إستخدامها، إلا أنها تبقى الوسيلة الأهم في وقتنا الحاضر للقضاء على العديد من الآفات التي تهدد المحاصيل الزراعية الرئيسية في العالم، ومن الصعوبة بمكان التوقف بشكل كلي عن إستخدام المبيدات.
ومن هذا المنطلق شرعت العديد من دول العالم والمنظمات العالمية المعنية بالمبيدات مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج البيئة للأمم المتحدة، ووكالة حماية البيئه الامريكية والوكالة الدولية لبحوث السرطان في وضع التشريعات والقوانين التي تنظم تداول وإستخدام المبيدات بهدف الترشيد في إستخدامها والحد من المخاطر التي قد تتركها من أثر ذلك الإستخدام.
وبالتالي فإن على المهتمين بشؤون المبيدات سواء المنتجين لها أو الجهات الحكومية والخاصة المسؤولة عن تنظيم عمل المبيدات أن يقوموا بواجبهم على أكمل وجه لتوعية مستخدمي المبيدات بأهمية إتخاذ جميع التدابير الكفيلة بإستخدام المبيدات الإستخدام السليم والأمثل وبما يضمن سلامة الإنسان والبيئة المحيطة به.
أصبحت المبيدات إحدى الوسائل التي لا يمكن للمزارعين الاستغناء عنها لزيادة إنتاجهم الزراعي وبالتالي مكافحة الآفات التي قد تسبب خسائر كبيرة في محاصيلهم الزراعية وخاصة في الوطن العربي.
تشير بعض الدراسات التي أجريت خلال السنوات الأخيرة أن الآفات الزراعية في الوطن العربي قد تتلف نصف قيمة الإنتاج الزراعي.
كما تقدر احتياجات الدول العربية السنوية من المبيدات بأكثر من نصف مليون طن تصل كلفتها التقديرية إلى أكثر من أربعة مليارات دولارأمريكي.
كما ذكرت دراسة أخرى أجراها خبراء من المنظمة العربية للتنمية الزراعية بعنوان” المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية وترشيد استخدام المبيدات الكيماوية في الوطن العربي” أن الآفات الزراعية تؤدي إلى خسائر سنوية قد تتراوح بين 35 ٪ إلى 50 ٪ من قيمة الإنتاج الزراعي في الدول العربية وهذا ما أدى إلى الزيادة الكبيرة في استخدام المبيدات الزراعية في هذه الدول.
كما تشير التقارير إلى أن ثلث محصول العالم تقريباً يفقد نتيجة الإصابة بالآفات (رغم إستخدام المبيدات( وتقدر الخسائر ب 100 مليار دولار أمريكي سنويا.ً
ولتأكيد دور وأهمية استخدام المبيدات، يذكر أنه في الولايات المتحدة الامريكية كان الفاقد في الانتاج الزراعي بسبب الآفات حوالي 34 ٪ فى الستينيات ، وفي السبعينيات حوالي 11 بليون دولار، وفى مجال الصحة العامة كان يصاب بالملاريا حوالي 300 مليون شخص، وبعد استخدام المبيدات لقتل البعوض المسبب لهذا المرض انخفض عدد المصابين الى 120 مليون، بالرغم من تضاعف عدد السكان.
كما تم الإشارة في أحد المواقع العربية في شبكة الانترنت إلى تقرير عن مركز الأرض لحقوق الإنسان ذكر فيه أن الفاقد من الزراعة في العالم بسبب الآفات والحشرات يقدر بنحو بليون دولار سنويا.ً
وقد ذكر في نفس التقرير أيضا أنه وبالرغم من أن نسبة إستخدام المبيدات في الدول النامية تبلغ 7٪ فقط من حجم الإنتاج العالمي، إلا أن أنها تعتبر الأكثر سمية وخطورة على الإنسان والحيوان والنبات، حيث أن معظمها من المبيدات المقلدة التي تعد من أكبر المشاكل في صناعة المبيدات.
و ختاما فإنه من الضروري استخدام المبيدات الكيميائيه باسلوب علمي سليم لتحقيق دورها في حماية المحاصيل الزراعيه مع الحفاظ علي صحة الانسان والبيئه ودعم الاستخدام الامن والفعال للمبيدات.
ومن هذا المنطلق تقوم لجنة المبيدات بوزارة الزراعة بدور هام وحيوي لضبط منظومة تداول واستخدام المبيدات وترشيد استخدام المبيدات لإنتاج غذاء صحي وامن والحفاظ علي البينة، وتحقيق طموحات الدولة في غذاء آمن وضمان جودة المنتجات الزراعية وفقا لمعايير سلامة الغذاء.